مزاجك اليوم
لقد أصبحت الطائرات المسيرة بشكل لا يدع مجال للشك عنصر أساسي من أنظمة التسليح العصري للجيوش والقوة العسكرية حول العالم، بداية من أفغانستان والعراق وسوريا وصولا إلي الحرب الأوكرانية الروسية والحرب بين أذربيجان وأرمينيا، أظهرت الطائرات بدون طيار كيف انها اصبحت أداة وسلاح رئيسي لا غني عنه في الحروب الحديثة، سواء استخدمت للمراقبة والإستطلاع أو مهام الهجوم بمختلف انماطها.
وكانت مصر علي دراية تامة بأهمية هذا السلاح الجديد، واولوية الدخول في مجال تصنيعها وتوطينها محليا، وقد نجحت مصر علي مدار السنوات الماضية في إقتحام مجال صناعة الطائرات المسيرة بدون طيار، وقدمت عدة نسخ متنوعة من المسيرات المسلحة واخرى لمهام الإستطلاع والمراقبة واخري لمهام التدريب.
وكشف الجيش المصري مؤخرا علي هامش معرض مصر الدولي للصناعات الدفاعية “آيديكس 2023” عن أحدث المسيرات المطورة والمصنعة محليا، والتي أظهرت مدي التطور النوعي الذي شهدته هذه الصناعة، وجاء علي رأسها الطائرة الموجهة بدون طيار التي تحمل اسم “أحمس”، نسبة إلي أحد أبرز ملوك مصر القديمة، مؤسس الأسرة المصرية الثامنة عشر الذي إنتصر علي الهكسوس ونجح في طردهم من البلاد.
وتم تصميم وتطوير وتصنيع الطائرة المسيرة “أحمس” محليا بعقول وأيادي مصرية، وتتميز الطائرة بقدرتها علي تنفيذ مهام الإستطلاع والمراقبة والهجوم، ويبلغ طول المسيرة 8.5 م، وإرتفاع 2.5 م، وتتزود بمحرك بقوة 145 حصان، في حين يبلغ أقصى إرتفاع طيران لها 22 ألف قدم، وتصل قدرتها علي البقاء في الجو إلي 30 ساعة، بينما تستطيع المسيرة “أحمس” التحليق بسرعة قصوى تبلغ 250 كم/ ساعة و 120 كم/ الساعة عند الهبوط، ويصل مدي المسيرة المصرية إلي أكثر من 240 كم، كما يتم زيادة المدي ومضاعفته من خلال الربط والتحكم عبر الأقمار الصناعية.
وتتزود المسيرة متعددة المهام “أحمس” بـ7 نقاط تعليق لحمل أنظمة الإستطلاع والتسليح والتجهيزات المختلفة، ومن بينها خزانات الوقود الإضافية، بما يمكن المسيرة من أداء مختلف المهام، مثل العمليات القتالية المسلحة والاستطلاع والمراقبة وجمع المعلومات، حيث يمكن تزويدها بمجموعة متنوعة من أنظمة الرصد والإستطلاع الكهروبصري والحراري ورادار الفتحة الاصطناعية (SAR).
